dimanche 2 septembre 2012

هل تقدم لنا فيزياء الجزيئات الأولية إجابةً لسؤال هل الإنسان مسيرٌ أم مخيرٌ ؟

الجدل القائم في مسألة التخيير و التسيير لا يزال محل نقاش ضمني في حياتنا اليومية. فالقول بالتسيير يوجب فسخ العقوبة و عدم الأخذ بالأسباب و العيش على شاكلةٍ بدائيةٍ. أما العكس فدلالة على عدم قدرة الإله و عدم خلقه وهو ما يتنافى مع أكثر صفاته تبياناً لعظمته وهي "الخالق". إن الفلسفة الدينية القائمة على تعدد المعنى في اللفض لدى مساندي النقل و إعتبار النص مجازاً فوجب تجنبه لدى مؤيدي العقل لم و لن تقدم الإجابة التي ترتقي إلى درجة الإقناع الكافي لكل مسلم مهما اختلفت درجة تعلقه بالنص و تمسكه بعقلانية الحجة فكان الخيار "الشك طريق إلى الكفر" و بدأنا نعيش مرحلةً من الجمود الديني المتمثل في انحصار التفكير الديني في الفقه و التفسير و البحث في مقاصد الشريعة حتى اننا أضحينا نبحث عن أحكام إستعمال مسرع الجزيئات في دراسة مكونات المادة و سرعتها و طاقتها في الإعجاز العلمي في القرأن و السنة و في القياس على قول إبن تيمية في جابر إبن حيان. لقد بلغ العلم الحديث درجةً من التطور و التقدم مكنته من أن يكشف لنا عن أسرار في الخلق لو "بدت (لمن سبقونا) لساءتهم" فعلمنا أن من مكونات المادة ما يكون في حالتين متناقضتين في نفس الوقت إلى درجة أنه يوصف بأنه في نصف حالة و نصف عكس الحالة (التطثة أو اللف المغزلي لدى الجزيئات الأولية) و لكننا لا نستطيع معاينة إلا نصف إحدى الحالتين فقط في وقتٍ معين. ألا يمكننا القول بأن الجزيئة "اختارت" أن تبين لنا حالةً من دون أخرى و إن كان قد "قدر" لها كلتا الحالتين ؟

علمتنا الفيزياء الحديثة، أيضاً، أن ما ينطبق على الجزيئات الأولية يتواتر في الجزيئات الأكثر تعقيداً (الكواكب و المجرات و المجموعات الشمسية) بتشابه يدفع إلى الإيمان بعظمة الخلق (ديكارت) و حسنه، كما علمتنا أن الأبعاد تتجاوز التثليث (الطول و العرض و العمق) و حتى التربيع (الوقت) ليتحدث بعضهم عن أبعد أخرى فكانت "نظرية الحالات النسبية" لهوغ ايفرات و غيرها من النظريات. إن بحثي في ماهية الله لتأسيس إيماني لم يمر دون الخوض و التفكير و الإجتهاد في مسألة هل الإنسان مخيرٌ أو مسيرٌ و لولا تكويني الأكاديمي العلمي لكان يمكن الجزم بأنني سأقر بالتخيير و قد يذهب بي التفكير إلى نفي وجود الله. إلا أن إعتماد مناهج التفكير و التنظير الرياضية (نسبةً للرياضيات) و العلمية قد مكنني من صياغة النظرية التي أؤمن بها و أدافع عليها، عسى أن أكون قد أصبت في ذلك، ألا وهي أن الله عندما خلق الإنسان خلق اعماله بكل الإحتمالات الممكنة فمثلاً إذا ما تواجد في مفترق طرق خلق الله له أن يسير في كل الطرق الممكنة كما خلق أنه سيظل واقفاً في مكانه لا يتحرك و لا يختار أياً منها و بعدها خلق لكل إحتمال مجموعة الإحتمالات التي تليه و هكذا دواليك. كل ما خلقه الله لعبده يمثل القضاء و القدر وهو من الغيبيات التي يستأثر الله بعلمها فيكون الإنسان في كل لحظة من وجوده في حالةٍ نسبية بين نصف أثمٍ و نصف محسنٍ إلى أن يختار في أي الحالتين يبدو فيكتب له ثوابه أو سيئته دون أن يكون الله ضالماً له بمحاسبته عن فعل لم يختاره و لا غافلاً عن ما سيفعله أو يختاره. و حتى و إن إنقطع عمله من الدنيا في أغلبه لا يضنن احدهم بأن قضاء و قدر فلان قد تبين أصبح من المعلوم و خرج من باب الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله، فسيكون على خطأ إذ أن ما بان هو سوى خيط بسيط من وشاح قضائه و قدره و بقيت خيوط و مسالك أعظم لا يعلم ابعادها إلا علام الغيوب. فأغلب ضني، حسب ما تبين لي و سبق أن فسرته، أن الإنسان مخيرٌ في كل لحظةٍ في حياته في أن يختار أي إحتمال ممكنٍ غير أن الله قد خلقها كلها.

Aucun commentaire: